-->
U3F1ZWV6ZTQ5NzIwNTQzNzI1X0FjdGl2YXRpb241NjMyNjUxNTk2MDg=
recent
أخبار ساخنة

مات المنطق وعاش القدر

 

مات المنطق وعاش القدر
مات المنطق وعاش القدر


هي قصة من واقع الخيال، نحكيها لكم، ولكن العبر في القصة تلامس واقعنا الى حد كبير، إنها قصة صديقين حميمين. الأول يسمى القدر والثاني اسمه المنطق.



كانا لا يفترقان، يسافران معا ويتجولان معا في غالب الأوقات. ذات يوم وفي أحد سفرياتهما البعيدة وقع لهما عطب للسيارة. حاولا إصلاحه دون جدوى وقررا أن يكملا الطريق مشيا على الأقدام إلى حين أن يجدا من يقدم لهما يد المساعدة ويحملهما معه إلى وجهتيهما.



بقيا يسيران في الطريق إلى أن حل الليل وتعبا من المسير فقررا أن يناما إلى الصباح وفي الغذ يكملا الطريق.

وهذا ما كان. المنطق رأى شجرة جانب الطريق على بعد مترين أو أربع فقال لصديقه القدر وجدت المكان المناسب للنوم. هناك تحت الشجرة.

أجابه القدر بأنه مكان جيد ولكنه لا يحبد النوم فيه فقد قرر النوم في قارعة الطريق فأجابه المنطق آآآآآآآآه إذن تُلقي بنفسك إلى الهلاك، أولست عاقلا، تنام وسط طريق يعبر منه السيارات والشاحنات، إذن موتك شيء لا شك فيه. عد إلى رشدك أيها الصديق. كفاك غباء.....



أنصت القدر طويلا لصديقه المنطق، وأجابه، إن نومي في الطريق هو إنقاد لنا عكس ما تقول. وأنا أراه حياة لي ولك وليس موتا. أجابه المنطق وكيف ذلك ؟ فقال القدر، لو أننا نمنا أنا وأنت تحت الشجرة، فكم من سيارة ستعبر الطريق ولن تلاحظنا وهكذا نموت جوعا وعطشا في هذا الخلاء، أما وإِن نمت وسط الطريق فإن أول سيارة تعبر الطريق فسوف تراني وتقف وهكذا تنقدنا من هذا الهلاك.



وهكذا استطاع القدر أن يقنع نفسه بأنه يفعل الصواب ولم يستطع إقناع صديقه. فما كان من المنطق إلا أن نام تحت الشجرة والقدر نام وسط الطريق.

لم تنتهي القصة هنا ولم يحل الصباح بعد كي يلتقي الصديقان ويواصلا سفرهما. ربما لم تعبر أية سيارة طوال الليل. أو لربما وقع ما قاله القدر ووقفت سيارة عند رأسه فأنقدتمها من هذه المحنة. لا هذا ولا ذاك، ما وقع كان غريبا بالنسبة لي ولك ولكنه ليس بالغريب في عالم القدر والمنطق.



فبعد أن اضطجع كل منهما في مكانه ونام، المنطق تحت الشجرة والقدر وسط الطريق، جاءت سيارة مسرعة، سائقها شاهد شخصا نائما وسط الطريق، فأراد الإبتعاد عنه وبفعل السرعة فقد السيطرة على السيارة، ولم يعد متحكِمًا فيها فخرجت من الطريق وسارت في اتجاه الشجرة بسرعة، وليس أية شجرة إنها الشجرة التي ينام المنطق تحتها ولك أن تتصور المشهد. استيقظ القدر من هول الاصطدام ولم يصدق ما رأى، يا لا الفاجعة ..... مات المنطق تحت ركام السيارة.



مات المنطق وعاش القدر. المنطق الذي كان في جهة الصواب والقدر الذي كان ضد الصواب. عاش القدر ومات المنطق القدر الذي كنا نراه نحن على خطأ كبير وقد ألقى بنفسه إلى الهلاك. والمنطق الذي كنا نراه نحن عين الصواب وقد توجه إلى منطقة الأمان.

صحيح وكما قلت من الأول هي قصة من واقع الخيال. لكنها تحاكي واقعنا المعاش. فما نراه نحن منطقيا وفيه خير كبير قد يكون من ورائه شر كبير. وما نراه نحن شرا فقد يكون من خلفه خير كبير. فكن مؤمنا بقضاء الله وقدره. وصنع المعروف ونثره حيت ما وجدت. تكن أسعد الناس.



عن عبد الله بنِ عبَّاس رضي الله عنهما قال : كُنت خَلف النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يَا غُلام إني أُعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجدهُ تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أن ينفعُوك بشيء لم ينفعُوك إلا بشيء قد كتبهُ الله لك، وإن اجتمعُوا على أن يضرُوك بشيء لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف.

[ رواه الترمذي وقال : حديث حسنَ صَحيح ].
الاسمبريد إلكترونيرسالة